الإهداء:إلى كلّ حرّ، يعطي للمعنى نسبه الصريح...
ما بين قافلة الأمطار والسّحب.....مسراك لي ظلمة أقصوصة العجب
كيف استطعت اختصار اللّيل مرتحلا....وأن تلمّ خيوط الغيب عن كثب
ماذا تريد؟ومامعنى مجيؤك لي,,,من قمة الزمن المدفون في الحقب
وما سؤالك اليوم عني يا رجلا؟....بعينه أثر الإرهاق والتعب
هل عدت تذكر ما قد ضمّنا زمنا....من القرابة في التاريخ والنّسب؟
تلك السّنون لقد جفّت منابعها....وفرّقتها نياشين من الكذب
فكيف يستيقظ التارخ قاطبة.....في لحظة وأراك الآن لم تغب
وكيف يولد هذا الفجر من ظُلمٍ.....ويستحيل إلى ضوء من الشهب
عبد الحميد...أحقا أنت زائرنا؟.....إني أراك أمامي لكن اقترب
هيا اقترب سيدي برّد لظى كبدي.....فالنار حرّى وثلج العمر لم يذٌبِ
عسى أضمّك محموما لتسكنني.....آيٌ من الذكر تُشِفي وطاة الكُرَبِ
أضمّ صدرا هدى القرآن يسكنه.....أضمّ رائحة النّوار والعشُبِ
أضمّ فيك خيالاتي وذاكرتي.....وكلّ شيء أنا أخفيت في كتبي
أبكي على صدرك المحموم يا أبتي.....وهل يّملّ بؤاك فوق صدر أبي
أشكو إليك ودمع العين يحرقني.....وخلف حلقيَ أنهار من اللّهب
أشكو إليك زمان الغدر يا أبتي......زمان صرنا بلا علم ولا أدب
زمان صرنا بُصَاقُ الغرب يغرقنا......وسط الخضمّ ولا تسأل عن السبب
زمان أن ضاع وجه الحق في وطني......بين الأعاصير والأنواء والسّحب
قُمْ سيّدي لترى الأمجاد مسخرة.....قد استحالت إلى بحر من الكذب
وصارت الغابة الخضراء مهزلة......ومسرحا لبقايا اللهو واللعب
والدّين أصبح أديانا ممزّقة......والكلّ يسعى إلى الأمجاد بالخطب
قد خاب بعدك كلّ الناس يا أبتي.....من كان منتسبا أو غير منتسب
عبد الحميد...إذا جاوزتُ معذرة.....فالحق يخرج من بوابة الغضب
هذا أنا عربي تاه بي جملي.....وفي يدي صارمٌ...لكن من الخشب
عباءتي فوق ظهري لا تطاوعني.....وهذه البيد للترحال والنصب
أدير وجهي إلى الماضي أُسائله....عن حاضر مثقل الآلام مغتصب
عن أمّة ذهبت أخبارها أبدا....وما لنا غير هذا الواقع الخرب.
"شهريار"