عاشو زيان
ولد زيان عاشور بالبيض بلدية البسباس دائرة أولاد جلال ولاية بسكرة في 1919 من الأبمبروك و الأم بركاهم السعيد ، زاول تعليمه الابتدائي في زاوية أولاد الرملية و حفظالقرآن الكريم على يد الشيخ العيد بن الباهي في بلدة عين الملح سنة 1935 .
واصل تعليمه الثانوي بزاوية المختار بأولاد جلال حيث نال قسطا وافرا منالعلوم الشرعية و العربية ليجند في الجيش الفرنسي عنوة في سنة 1939 و يخرج من صفوفهسنة 1944، و في سنة 1945 انخرط في حزب الشعب ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية وكان مكلفا بالدعايةو الأخبار بناحية أولاد جلال تحت غطاء ترأسه للجنة البطالين ونتيجة لنشاطاته المشبوهة ألقي عليه القبض مرارا كانت إحداها لنشاطه الدعائي فيالحملة الانتخابية لفائدة مرشحي حزبه ليعاد إلى السجن سنة 1948 ، عرضت عليه العديدمن الإغراءات المادية للتخلي على نشاطه السياسي إلا أنه رفض، سافر إلى فرنسا في نفسالسنة ليواصل ممارسة عدة مهام سياسية كلفه بها النظام - آنذاك - في مدينة ( ليون ) ليعود سنة 1952 على الوطن و يعتقل من جديد، و في سنة 1953 رزق بإبن سماه ( جمال عبدالناصر ) تيمنا بنجاح الثورة المصرية في 23 يوليو ( جويلية ) 1952 و في نفس السنةأستدعي للمشاركة في مؤتمر الحزب ببروكسل ( بلجيكا ) و لم يتمكن من الحضور بسبب منعالسلطات الاستدمارية له و إقدامها على اعتقاله لمدة قصيرة. و ما إن خرج من السجن أيقبيل اندلاع الثورة، عينه مصطفى بن بولعيد مسؤولا على المنطقة الصحراوية، فشرع فيتجنيد الشباب و تدريبهم و تنظيم اللجان الشعبية، و خلايا المسبلين في المدن و القرىاستعدادا لاندلاع الثورة. وهذا ما جعل السلطات الاستدمارية تقدم على اعتقالهكالعادة يوم : 01/11/1954 ، حيث مكث في سجن الكدية بقسنطينة أين كان إلى جانب عدةوطنيين و من بينهم الشهيد ( مصطفى بن بولعيد ) ساعده على التخطيط ليسارع بعد خروجهمباشرة من السجن سنة 1955 إلى الاجتماع بمناضلي الجبهة في بوسعادة فيقرر انطلاقالثورة في الناحية متخذا جملة من القرارات من أهمها : 1 ـ الإسراع في تكوين نواةلجيش التحرير الوطني بالجهة اعتمادا على أبنائها. 2 ـ تجميع الأسلحة وإبقائها في يدمجاهدي الجهة، إلا ما زاد على الاحتياجاتالضرورية.
و في شهر أكتوبر من نفس السنة التحق بمعاقل الثورة فيالجبال و قد بلغ عدد المجاهدين المجندين تحت إمرته في هذه الفترة القصيرة ، أي سنة 1956، ألف مجاهد و نيف.
ثم انتقل إلى ناحية أولاد جلالأين قام بنفس المهمة و هنا كان اتصاله بالشهيد سي عمر إدريس على رأس فوج منالمجاهدين حيث اتفقا على تمركز هذا الأخير في ناحية ( الخرزة ) للإشراف على تدريبالمجاهدين. و بقي الأمر على هذا الحال إلى أن تم تعينه رسميا كقائد عام لوحداتالجيش الموجودة آنذاك و هذا من قبل الشهيد مصطفى بن بولعيد الذي كان قد فر من السجنو التحق بصفوف الثورة في الجبال .
و في شهر مارس 1956 استدعيالشهيد مصطفى بن بولعيد الشيخ زيان عاشور لاجتماع عام حضرته إطارات الثورة فيالمنطقة الأولى آنذاك و التي كانت تتبعها هذه الجهة و هذا في المكان المسمى ( الجبلالأزرق ) ( تافرانت ) و هنا أخير الحاضرين أن زيان عاشور مسؤول الصحراء، و قالالشهيد مصطفى بن بولعيد مقولته : ( جاء الرجل الذي نعتمد عليه في الصحراء ) و تشاءالأقدار أن يستشهد سي مصطفى بن بولعيد قبل أن يحضر كل المدعوين، ويلقي كلمة الشيخزيان ثم قفل عائدا إلى منطقته.
قاد البطل زيان عاشور عدة معارك و هجومات ضد العدو نذكرمنها:
معركة جبل مناعة سنة 1956
معركة جبل قعيقع التي دامتيومين كاملين سنة 1956،
هجوم على مركز العدو بعينالريش في ماي 1956،
هجوم على مركز للعدو بعمورةفي نفس الشهر و السنة.
و تشاء الأقدار أن يستشهد البطلزيان عاشور في 07 نوفمبر 1956 في المكان المسمى خلفون بالقرب من جبل ثامر إثر معركةدامت ثلاثة أيام لتنتهي بذلك ملحمة بطل و تتواصل ملحمةشعب.